رسالة العميد

لقد كانت الصيدلة عبر التاريخ مهنة إنسانية عريقة، قدمت خدمات جليلة للبشرية، وأسهمت في بناء الحضارة الإنسانية. كانت مهمة الصيدلاني قديماً، وخلال القرن العشرين وماتزال، تقوم بشكل أساسي على تركيب العلاج الطبي وصرفه، إلا أن مفهوم الرعاية الصحية الصيدلية أخذ منحىً جديداً في السنوات القليلة الماضية، بالتحول من مفهوم الاهتمام بالمنتج الدوائي، والذي أصبح يتم اليوم ضمن إطار المصانع والشركات الضخمة، إلى مفهوم تقديم الرعاية الصحية للمريض والفرد والمجتمع؛ إذ أصبح دور الصيدلاني في القرن الجديد، يتمثل في وضع البرنامج العلاجي للمرضى ومتابعته، بالإضافة إلى تقديم الاستشارات فيما يخص الاستخدام الأمثل للأدوية، وتثقيف المجتمع في مجال الوقاية من الأمراض وأمور الغذاء وأسلوب الحياة المثلى. فلا يقتصر دور الصيدلاني على صرف الأدوية وحسب، وإنما يتعداه إلى ما هو أهم، ألا وهو تقديم الخدمة والرعاية الصيدلية السريرية والنصح والإرشاد والمعلومة الدوائية الصحيحة والمناسبة لكل مريض. ومن جانب آخر، بدأت تشهد الأنظمة الصحية والسياسات الدوائية الوطنية اهتماماً متزايداً بمفهوم الجودة والتكلفة العلاجية والصحية، وما له من أثر بالغ على الأمن الاجتماعي والتنمية المستدامة. لذلك لابد لكليات الصيدلة من الاستجابة لهذه المتغيرات والمتطلبات، بالتركيز على مفاهيم الرعاية الصيدلية والممارسة الصيدلية الجيدة والاقتصاد الدوائي وعلومه، والادارة الصيدلية ومفاهيم الجودة والنوعية، وتدريس القانون والتشريعات النافذة، في مجال الدواء والرعاية الصحية، والتعاون والمشاركة في وضع التوجهات المستقبلية للسياسة الدوائية الوطنية، كمنظومة تعكس ما نطمح إلى تحقيقه من مستوى عالٍ للرعاية الصحية ككل. تتميز مهنة الصيدلة بوجود العديد من المجالات التي يستطيع الخريجون العمل بها، على سبيل المثال لا الحصر: صيدليات المجتمع، وصيدليات المستشفيات، ومصانع الأدوية، والدعاية الدوائية، ومستودعات الأدوية، والرقابة الدوائية والتفتيش الصيدلاني، والصيدلة السريرية، وتسجيل الأدوية، وفي مراكز الأبحاث الدوائية، والأكاديميا، والتسويق الصيدلاني وغير ذلك.

عميد كلية الصيدلة
[email protected]