عمّان – يتذكره جميع زملائه وأساتذته كطالب متميز ومبدع، لكن الأجل وافاه قبل أن يكمل رحلته للحصول على درجة الماجستير.
كان الطالب نديم العبيني محبًا للعلم، فقد كان يدرس تخصص الأمن السيبراني، أحد البرامج الدولية المستضافة في جامعة الشرق الأوسط، من جامعة بيدفوردشير البريطانية.
ولأنه يجسد قصة الطموح، آثرت جامعته أن يحظى بالتكريم، ولكن هذه المرة لوالدته التي كانت سببًا في هذا التميز، المقدّم المتقاعدة الدكتورة وداد القواسمي، التي تسلمت شهادة الماجستير الفخرية في برنامج الأمن السيبراني بالنيابة عن ولدها العبيني، وسط أجواء يسودها الاحساس بقيم الوفاء والعرفان لإنسان كان مؤثرًا في الجميع بشكل إيجابي في حياته، وها هو الآن يؤثر بهم في غيابه.
ومنحت رئيسة الجامعة الأستاذة الدكتورة سلام المحادين، شهادة الماجستير الفخرية في برنامج الأمن السيبراني لوالدة الطالب المتوفى خلال العام الماضي، في إطار سعي الجامعة وتركيزها على بناء علاقات مع طلبتها، وأكاديمييها، وإدارييها، تؤسس على التكافلية، والإنسانية، والوفاء.
حيال هذا التكريم، عبّرت الدكتورة القواسمي بحضور عميد عمادة البرامج الدولية الأستاذ الدكتور عزام أبو مغلي، ومديرة القبول والتسجيل ناديا البكري، ومدير الإعلام والعلاقات العامة كمال فريج، عن سعادتها بمثل هذه اللفتة الإنسانية التي تظهر أعظم معاني الاحترام والتقدير لطلبتها، قائلة: “غمرتني الجامعة بلطفها… إن تكريم ابني المتوفى له الأثر الخالد، وهذا الموقف لن يُنسى، فابني كان يحب الجامعة كثيرًا… ليبعد الله عنكم كل مكروه”.
تخطت الجامعة في تكريمها حدود الاحتفالات الرسمية، لتجسد شكلًا مختلفًا من التكريم وهذه المرة لذكرى انسان كان حاضرًا، وإن غاب، لكن بأثره ومآثره، لتقول الدكتورة إن هذا التكريم” يأتي لاعتزاز الجامعة بأبنائها، فهم جزء لا يتجزأ منها”، مبينة أن “ما يجمعنا لا يتعلق فقط بالأكاديمية والعملية التدريسية، وإنما يتخطى كل حدود الطابع الرسمي لمثل هذا النوع من العلاقات، إننا ببساطة نفخر بنديم، وهذه الجامعة ستكون صرحًا للجميع”.