عمان – أجمعت شخصيات سياسية ودينية من الأردن وفلسطين على ضرورة وضع نهج عمل واضح لمواجهة تطبيق صفقة القرن، وفق أسس تستند الى وحدة الصف العربي والإسلامي والمسيحي، وخلق تحالفات في المنطقة تخدم القضية الفلسطينية وتوجد تيارات داعمة للأردن وفلسطين في رفض صفقة القرن.
جاء ذلك، خلال حلقة نقاشية نظمتها جريدة «الدستور» بالتعاون مع جامعة الشرق الأوسط، في مبنى الجامعة، تحت عنوان (رؤيتنا لمواجهة صفقة القرن)، شارك بها قرابة العشرين شخصية سياسية ودينية أردنية وفلسطينية، مؤكدين أن الصفقة تضر بالأردن كما بفلسطين، رافضين تطبيقها على أرض الواقع رغم تمرير جزء منها حتى الآن.
وفي بداية الحلقة، عبر رئيس مجلس أمناء جامعة الشرق الأوسط الدكتور يعقوب ناصر الدين، عن سعادته بالشراكة البحثية مع صحيفة الدستور من أجل عقد نقاش موضوعي بشأن مسألة بالغة التعقيد في طبيعتها وأبعادها، وأثرها على القضية الفلسطينية، وعلى الأردن.
وقال الدين ناصر الدين، “باختصار نحن أمام خطة أمريكية إسرائيلية تقوم على مفهوم الدولة القومية اليهودية على كامل فلسطين التاريخية، وعلى أن القدس هي العاصمة الموحدة والأبدية لتلك الدولة، وفرض ذلك على أنه أمر واقع غير قابل للنقاش، فيه خارطة طريق وهمية لاحتمال وهمي أيضا، بإمكانية وضع ترتيبات لكانتونات سكانية فلسطينية إذا حصل الفلسطينيون على شهادة حسن سلوك من إسرائيل”.
من جانبه، شكر رئيس مجلس إدارة جريدة الدستور محمد داوودية قادة الرأي والنخبة المسؤولة المشاركة في الحلقة النقاشية، والتي تأتي في وقت أحوج ما تكون فيه الحاجة للإلتفاف حول القيادة الهاشمية، ورص الصفوف.
من جانبه، لفت رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري إلى أن ما تم الإعلان عنه مؤخرا تحت اسم صفقة القرن، جاء ليزيد الأمور سوءا، فهو اجراء جاء برعاية اميركا، لتنهي بذلك الشرعية الدولية.
بدوره، أشار الوزير الأسبق عدنان أبو عودة، بأن الصفقة تشكّل خطرا كبيرا، وتضرّ بمصالحه الوطنية، لذا فإن الحل اليوم يمكن أن يكون من الداخل الفلسطيني.
كما وبين خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري أن صفقة القرن ليست جديدة، وكثيرا ما تعرضت المنطقة لمضمونها.
فيما أكد مدير مركز التعايش الديني الأب نبيل حدّاد من جانبه على ضرورة الوحدة بين العرب والمسلمين والمسيحين وصولا لحل صارم يقف أمام تطبيق صفقة القرن، مبينا أن أكثر ما يخيف اسرائيل هو قرب «العمّة» الإسلامية، من «القلنسوة» المسيحية.
وشدد الوزير الأسبق كامل أبو جابر على أن مواجهة تطبيق صفقة القرن تتطلب وحدة الصف العربي والفلسطيني، أضف لذلك الوحدة الإسلامية المسيحية.
بدورها، أكدت العين هيفاء النجارعلى أهمية دور الأردن ومسؤوليته الكبيرة في المرحلة الحالية بالرغم من تعرضه للتهديد وبقدر صعوبة الوضع الذي يمر فيه.
من جهته أشار الدكتور حمدي مراد إلى أن مشهد الحل السياسي مع الكيان الصهيوني ليس له طريق إطلاقاً. بل يجب العمل على رفع مستوى التنسيق على المستويين الرسمي والشعبي.
عضو الكنيست الدكتور أحمد الطيبي أكد على أن صفقة القرن كانت جزءاً أساسياً من الانتخابات الإسرائيلية من ناحية المادة الإعلامية والدعاية الانتخابية، وقد طرحت من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كخدمة لصديقه نتنياهو لتؤثر على الانتخابات.