عمّان – على امتداد مدرج الدكتور يعقوب ناصر الدين في جامعة الشرق الأوسط، سطّر تجمعٌ بهيّ نظمته مديرية التربية والتعليم في لواء الجيزة؛ أبهى الرسائل الوطنية التي ترى في الانتماء للوطن حدس يمليه الضمير، لا شعور يصنعه التبني.
ويأتي هذا الاحتفال الذي جاء برعاية أمين عام وزارة التربية والتعليم الأستاذة سحر الشخاترة، بمناسبة اليوبيل الفضي لتسلم جلالة الملك سلطاته الدستورية، ويوم الكرامة، ويوم العلم، في وقتٍ عايش فيه الأردنيون انتصاراتهم الوطنية أمام تحديات مصيرية وإقليمية معقدة لم يكن الأردن ليتجاوزها لولا القيادة المتأنية والحكيمة لجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين.
وحضر الاحتفال الذي يحمل رمزية خاصة تجمع بين قيم الماضي التي ترى في معركة الكرامة التزامًا ثابتًا بالحرية وتقرير المصير وتحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر، ورؤية الحاضر صوب مكانة العلم وألوانه التي تسرد قصة طموحٍ تدفعه عقول ناضجة مستنيرة، رئيسة الجامعة الأستاذة الدكتورة سلام المحادين، ونائب الرئيسة الأستاذ الدكتور أحمد اللوزي، ومدير التربية والتعليم الأستاذ أحمد المساعفة، وعدد من مسؤولي الجامعة، وممثلي المجتمع المحلي، والأجهزة الأمنية، وجمعٌ من الطلبة.
وفي هذا الصدد، أشارت الأستاذة الشخاترة إلى أن هذه المناسبة حدث مضيء في مسيرتنا، وأن الأردن انتصر منذ تولي الهاشميين حكمهم المسترشد بالمبادئ الدستورية، والمتبنية لأطر الديمقراطية وسيادة القانون، ما حقق حمايةً لحقوق الأردنيين الأساسية، مبينةً أن إحياء ذكرى معركة الكرامة يعد تذكيرًا بروح الصمود والبسالة المتأصلة في الوعي الوطني.
بدروه، قال مدير تربية وتعليم لواء الجيزة الأستاذ المساعفة إن الوطنية لم تكن يومًا بالتبني، وأن الولاء لم يكن إلا محبة وإرادة، وأن الأردن سيبقى صامدًا أمام المخططات المسمومة، وسماسرة القضية، مضيفًا أن للعلم وألوانه مكانة وفضيلة.
وفي كلمةٍ للجامعة ألقاها الدكتور محمود الدويري، تم التأكيد على أن اليوبيل الفضي يعد بمثابة شهادة مؤثرة على رحلة الأمة، فهو لا يمثل معلمًا زمنيًا فحسب، بل انعكاسًا عميقًا لهوية الشعب وتطلعاته المتطورة، كما أنه لحظة للتأمل في المساعي الجماعية التي دفعت بالأردن إلى الأمام، وعززت من صمود شعبه أمام التحديات الجمّة، والمتقلبة، والمتداخلة، والجذرية، ليكون سيد البلاد قد حرص على تنفيذ وصية والده الحسين الباني بأن المسعى يجب أن يكون مرضاةً لله، وراحةً للضمير، ورفعةً للأردنيين والأردنيات، وذلك حتى يبقى الأردن أولًا، دائمًا، وأبدًا.
وتضمن الاحتفال نشيدًا جماعيًا لقصيدة الشاعر حيدر محمود بمناسبة اليوبيل الفضي لتولي الملك الحسين بن طلال سلطاته الدستورية، ولتجتمع الأصوات وتصدح مرددة: “فلتشهد يا شجر الزيتونْ… قد أحببناه وبايعناه… وزرعنا الراية في يمناه… وحلفنا بتراب الأردن… بأن يبقى فالكل فداه”، تلا ذلك عرضٌ مسرحي تمحور حول معركة الكرامة، إلى جانب عرضٍ آخر قدّم لمحة عن الأزياء الشعبية التراثية، تبعه عدة سكتشات مدرسية.